مظاهر الإدمان على الهاتف وطرق التخلص منه
![]() |
مظاهر الإدمان على الجوال وطرق التخلص منه |
لقد أصبح الهاتف الذكي في زمننا هذا أقرب إلينا من أي شيء آخر، وهذا من سبب في ظهور ظاهرة جديدة أطلق عليها اسم الإدمان على الجوال، بحيث أصبح المستخدم لهذه الأجهزة الذكية لا يستطيع أن يبقى مدة طويلة دون أن يستعملها بسبب أو بغير سبب.
وبما أن الهاتف الذكي يقدم لنا عدة مزايا تسهل علينا حياتنا، فإننا أصبحنا نستخدمه لساعات طوال دون أن نشعر، وهذا قد يسبب في مجموعة من الأضرار الجسدية والنفسية التي قد تصيبنا، لذلك علينا أن نحاول التقليل ما أمكن من استخدام مثل هذه الأجهزة الذكية.
وبما أنه لكل شيء حسناته ومساوئه، فإننا سنحاول في هذه التدوينة أن نتحدث عن مظاهر أو أعراض إدمان الهاتف بصفة عامة سواء عند الصغار أو الكبار. الأمر الذي يحتم علينا أن نعطي بعض الاقتراحات عن طرق التخلص من إدمان الهاتف.
أعراض إدمان الهاتف
سأعطيك بعض مظاهر الإدمان على الهاتف إذا كنت تعاني من أغلبها فاعلم أنك مدمن على استخدام الهاتف، ولكن لا عليك فإننا سنتحدث في الجزء الثاني من هذا المقال عن كيفية التخلص من إدمان الهاتف.
إضاعة الوقت وعدم الشعور بمروره
أحيانا نكون نتصفح هواتفنا ونبقى ندور في حلقة مفرغة، مثل الدخول لإنستغرام ثم الخروج والدخول إلى الفيسبوك والخروج منه…، نعيد بعض العمليات لعدة مرات دون دون فائدة.
كما أننا قد نمضي ساعات نستخدم الجوال دون أن نشعر، وهذا أمر شائع خصوصا في الليل، فالكثير من الناس عندما يذهبون إلى مكان النوم، إذا فتحوا هاتفهم لا ينامون إلا بعد 3 أو 4 ساعات.
إن عدم الشعور بالوقت أثناء استخدام الهاتف هو دليل على التركيز الكبير الذي يقوم به المستخدم أثناء التصفح، وهذا قد يسبب له في عدة مشاكل وآلام قد تظهر مع مرور الوقت.
كما أن هذا التركيز والنظر إلى الشاشة قبل النوم يؤثر بشكل سلبي على جودة النوم، لذلك يشعر بعض الناس بالأرق المستمر ولا يعرفون سبب ذلك.
استخدام الهاتف دون سبب
ظهرت عادة جديدة في الكثير من الناس، بحيث أنهم أصبحوا يخرجون الهاتف من جيبهم ويفتحوه ولا يفعلوا أي شيء ثم يرجعونه إلى مكانه، هذا أمر يفسر مدى تعلقهم بالهاتف.
إخراج الهاتف عند الشعور بالملل أو الانزعاج
لقد أصبح من الطبيعي إخراج الهاتف عند الشعور بالملل، ولم يعد أغلب الناس يحاربون الملل بأمور أخرى مثل القيام ببعض الأنشطة أو المطالعة… بل أصبح الهاتف المنفذ الأول دون منازع نلجأ إليه كلما شعرنا بالملل.
وهناك ظاهرة أخرى هي أن عدة أشخاص عندما يواجهون مشكلة أو يكونون في حالة انزعاج، يخرجون هاتفهم وينظرون إليه لكي يستطيعوا التحكم في أعصابهم وإيجاد الحلول.
المحاولات الفاشلة للتقليل من استخدام الهاتف
إذا كنت تحس أنك تستخدم الجوال بشكل كبير فهذا أمر جيد، لكن إذا قمت بمحاولات التقليل من استخدامه لكنها باءت بالفشل فهذا يعني أنك مدمن على استخدامه، لأن الإقلاع عن إدمان أي شيء كيفما كان يكون صعبا.
أما إذا كنت تستطيع التقليل من استخدامه أو التخلص منه فهذا يعني أنك لم تصل إلى مرحلة الإدمان.
الشعور بالاضطراب عند تعذر الوصول إلى الهاتف
عندما تكون في مكان ما وتنفذ لك البطارية أو عند عدم وجود الشبكة، عليك أن تراقب تصرفاتك في هذه المدة التي لا يمكنك أن تستخدم فيها هاتفك، فإذا كان الأمر طبيعيا فجيد، أما إذا كنت تغضب أو تشعر بالاضطراب فهنا عليك أن تحاول التقليل من استخدام الجوال.
مظاهر أخرى
لكي لا نطيل سأعطيك مظاهر أخرى بشكل مختصر:
- الاستيقاظ المتكرر في الليل لفحص الهاتف.
- استخدام الهاتف أثناء قيامك بأشياء مهمة كقيادة السيارة مثلا.
- تأثير استخدام الهاتف على قيامك ببعض الوظائف المهمة مثل الواجبات المدرسية أو المنزلية.
كيفية التخلص من إدمان الهاتف
عندما نقول التخلص من إدمان الهاتف فإننا نقصد بذلك التخلص من الإدمان وليس من الهاتف، بمعنى أن نستخدم الهاتف بشكل إيجابي واستغلال مميزاته فقط دون الوقوع في أخطاء استخدامه أو الإدمان عليه.
العزيمة
العزيمة هي أول شيء ينبغي أن يكون في الشخص لكي يستطيع تحقيق هدف معين، سواء تهلق هذا الهدف بالتخلص من إدمان الهاتف أو إدمان شيء آخر.
تأتي العزيمة على التخلص من إدمان الجوال لكل شخص اقتنع بأنه لا يستخدم الهاتف بالشكل الصحيح، او أحساسه بخطورة ذلك.
تساعد العزيمة الشخص على تطبيق طرق التخلص من إدمان الهاتف أو بحثه عن طرق بيديلة خاصة به، وهذا أمر في غاية الأهمية لأنه في أغلب الأحيان يستطيع الشخص العازم الوصول لهدفه في أقل وقت ممكن مقارنة مع الفاقدين لهذه العزيمة،
إزالة التطبيقات التي تضيع فيها الوقت.
إذا شعرت بأنك تضيع الكثير من الوقت في استخدام تطبيق أو لعبة معينة، قم بإزالتها فورا، لأنه في الكثير من الأحيان يكون الشخص مدمن على هذا التطبيق أو اللعبة وليس على الهاتف.
ويمكن إزالة تطبيقات الاواصل الاجتماعي والاكتفاء بتصفحها من خلال المتصفح، فيمكن لذلك أن يقلل من استخدامك للهاتف نظرا لغياب الإشعارات في المتصفح وصعوبة التصفح التي تجعلك تكتفي بالاطلاع على الأمور المهمة فقط.
تعطيل الأشعارات
تعتبر أشعارات الهاتف من أكبر المشتتات التي تحول بيننا وبين الاركيز على شيء معين، كما انها تجعلنا نخرج الهاتف لتفقده عدة مرات في اليوم.
وإذا قمت بإزالتها فإنك ستلاحظ أنك لم تعد تخرج الهاتف كما كنت، وكذلك تحسن تركيزك على أمور أخزى.
كما أن إزالة الإشعارات يقفل باب الفضول التي تجعلك تستخرج الهاتف كلما توصلت بإشعار معين سواء كان مهما أو غير مهم.
تثبيت تطبيقات تساعد على التقليل من استخدام الهاتف
هناك بعض التطبيقات التي تساعدك من تقليل استخدامك للهاتف من خلال إشعارات تطلب منك أن تترك الهاتف كلما استخدمته لمدة محددة، ويمكنها أيضا أن تقفل بعض التطبيقات أو تمنع الإشعارات الصادرة منها كلما بالغت في استخدامها.
وتأتي هذه التطبيقات مثبتة على الهاتف أو تقوم بتثبيتها، فهي تساعد بشكل كبير على التخلص من إدمان الهاتف.
اترك الهاتف بعيد عنك
عندما تدخل إلى البيت، يفضل وضع الهاتف في مكان بعيد عنك لكي لا تنشعل به بين الحين والآخر.
ويفضل أيضا عدم وضعه في غرفة النوم عند شحنه وتركه بعيدا، لأن أضرار استخدام الهاتف أثناء شحنه تكون مضاعفة، ومضرة حتى للبطارية.
محاولة الانشغال عن الهاتف
عندما تشعر أنك أصبحت مدمنا على الهاتف، عليك أن تبحث عن أمور بديلة تملأ بها وقتك، مثل المطالعة أو الرسم أو الرياضة، لأنه إذا لم تقم بذلك فإنك لن تتردد في إخراج الهاتف كلما أحسست بالملل.
تخصيص ساعة محددة لتصفح للهاتف
لكي لا تشعر بالحاجة الماسة لاستخدام الهاتف، عليك أن تحدد ساعة معينة خاصة بتصفح الهاتف، لكن عليك أن تلتزم بأن لا تزيد عنها وأن تنتظم فيها.
في النهاية، يمكننا أن نقول أنه ليس من المنطقي في شيء التوقف من استخدام الهواتف نهائيا أو العودة إلى الهواتف القديمة، وإنما كل ما في الأمر علينا أن نتعلم كيف نستفيد من الهواتف بأقل أضرار ممكنة.